احتارت ذاكرة الأيام..وعلت ضحكات الوجع على وجه كبريائي.
وبينما أنا غارقة بين تفاصيل اعترافاتي لذاتي ,تفاقم حنيني إليك ..
لذلك النقاء ,ولتلك البدايات التي طالما عانقت كل ما تساقط من حدود مكابرتي.
كنت وحيدة,ولم ألحظ كآبتي بهذه الوحدة إلا بعد أن قطعت شوطا كبيرا على طريق الآلام..
لم أسمح بأن تتسلل أي فكرة غريبة لتحتل صفحاتي..وقاومتُ بكل قوتي لأدافع عن تلك المبادئ الموروثة بفخر واعتزاز.
وكان ما كان ..وتكسرت كل قاعدة الانزواء ..ولم أصدق أنني من فعلت ..
قاومت إحساسي أكثر من مرة ,لكن إيماني بروحي وثقتي العالية بذاتي منحاني قوة واندفاعا, أدركت بعد فترة أنهما مجرد وهم لازمني ,لأن ثقتي بنفسي لم تكن كافية ..وكان عليها أن ترتكز أيضا على ثقتي بذلك الشعاع المنبثق والمتحول إلى أعماق أعماقي ..ولطالما كان شكي فيه متناميا ..
وهنا كانت الصدمة, وانهار تمثال البراءة الذي عكس كل أحلامي.
وتكسر ذلك الجسر الذي طالما حملني في حضنه ,ليقلني إلى الضفة الأخرى التي تضيء لي عتمة يومي وأمسي وغدي الآتي.
رحلتُ...
أجل رحلت ُ..بصمت جارح..
ولم أزل أحدق بآثار أقدامي المسرعة هربا..
ولا زال اشتياقي يمزق اللحظات..
ذلك البيت الذي ضم كل أحلامي وآلامي..هذياني ..صدقي ووجداني..لا زالت رائحة حبره عالقة بأطراف أقلامي.
حتى أنني لم أقوى على ترجمة إحساسي به منذ غادرت ميناء دولته..
لكنني اليوم أهز ذاكرة الرحيل لأقطف أول ثمار الوجع ,وأقدمها لكم على طبق مرصع بالزنابق وبعض من قطرات الندى المعطر ببعض ملامحي التي قد تدركونها ..
فهل أكون أنا اليوم؟
أم أنني قد فقدت ذلك البريق ؟!!
قطرات من ندى الروح
وليدة اللحظة ..
فأرجو أن تعذروا ضبابيتها حتى تستقر في أرض السلام